عبدالرحمن عاطفمقالات

بلا خصوصية .. !

الكثير والغالبية العظمى منا ؛ لديهم في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة موطئ قدم ويختلفون بحسب اهتماماتهم في تغذية تلك (المنصات)، بين ناشطٍ ومهتم ومتابع ومعلن؛ وذي محتوى جيد وآخر رديء ومؤدلج وموجهه وغث وسمين.. وغيره.

لكن ما يثير الدهشة والانتباه بحق؛ ولاحظته خلال مروري على منصات التواصل أنَّ ما كان عيباً بالأمس وغير مألوف وخارجاً عن القيم والآداب والأعراف؛ بل قد تصل إلى أن مشاهدة تلك الخصوصية ورؤيتها يعد ضرباً من الخيال؛ بات الآن متاحاً ويُراهنُ به ويُفاخر بالمشاهدات التي قد يحصدها ويحققها عبر تلك المنصة في عصر الرقمنة والذكاء الفضائحي.

خذ مثلاً أيها القارئ الكريم : سيدة في أول أيام زواجها تتباهي وهي توثق جهاز (فحص الحمل) والخط الأحمر الذي يظهر تأكيد تخلق الجنين في أحشائها، وذهابها لمحلات الملابس لاختيار المناسب لقدوم طفلها الأول.. !.

وأخرى تنشر فيديو مستفز للملابس (العارية) التي سترتديها حين عودة زوجها من عمله والعطور والمساحيق التي ستضعها على سحنة وجهها، لتغير معالم التعرية؛ بعد إعدادها وجبة الغداء وما صاحبها من صوصات ومقبلات .. ! 

وعلى جانب اخر هناك فريق يبث عبر منصة (التيك توك) بجانب زوجته بلا حياء أو مروءة أو خجل باع (قيمه ومبادئه ومعتقده) تلك بحفنات من المال؛ وسط ضحكات الطرفين أو ما يقال عنها أنها تنفيذ الأحكام (أحكام التيك توك).. !

فعلاً لم يعد هناك خصوصية حتى بين الأزواج لمن سلم عقله وفكره لتلك المنصات وأصبحت المنازل (وما يحدث بها) معراةً مكشوفة أمام مئات الملايين، اقُتحمت برضا أهلها من أجل المشاهدات، تباً لها ولما ستجلبه من مقابل.

ختاماً : فوقوا من غفلتكم وسوِّروا منازلكم وأغلقوا كاميرات هواتفكم في بيوتكم، فحين تصيبكم (العيون) الحاسدة أو الفاقدة لهذه النعم؛ ستمضون أوقاتكم بين الذهاب للرقاة والمستشفيات بينما كان الأمر بأيديكم إقفاله ووقف خطره.

فاصلة : لا تجعل الوصول إلى الترند في الهاشتاقات أو القفز بالمشاهدات في مقطع فيديو على حساب خصوصية بيتك أو طفلك أو زوجتك.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تفتقر في الوقت الحالي الى النقد البناء ما نشاهده في مواقع التواصل شيء مؤلم استمر وفقك الله

  2. دائماً مبدع استاذنا القدير عبد الرحمن.
    أضف إلى ذلك أن بعض مشائخ القبائل ورجال الأعمال جرفهم نفس التيار واصبحوا يبثون مقاطع الولائم التي يقيمونها يصاحبها إسراف وبذخ وكذلك عرض الهدايا التي تقدم منهم لشاعر او ضيف او مشهور بمئات الآلاف..
    والنماذج الساذجه والساقطة كثيرة في فضاء التكنلوجيا.
    تحياتي لك ايه المبدع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى